الاثنين، 29 أكتوبر 2012

سجون الظلام في الإمارات


حدد قانون دولة الامارات ان وزارة الداخلية هي الجهة الادارية للمنشآت العقابية و ان النيابة العامة هي الجهة الوحيدة المشرفة على هذه المنشآت كما نصت المادة ٢،٤ منشآت و المادة ٢ اجراءات .
عند مراجعتنا لنيابة امن الدولة في بداية القضية كان رد المسئول "اننا لا نعلم مكانهم ، ونحن فقط جهة تحقيق " ، وكذلك لدى زيارتنا لوزارة الداخلية كان رد المسئول " لا يوجد عندنا كوزارة داخلية احد من المعتقلين في منشآتنا العقابية او اماكن الحبس الاحتياطي او مراكز الشرطة " .

هذه الردود اوضحت لنا امر مهم جداً وهو ان المعتقلين موجودين في اماكن " خارج القانون " لان وزارة الداخلية لا تديرها و النيابة لا تشرف عليها ، و بطبيعة الحال ان هذه الاماكن لديها سلطة " خارج القانون " و اوامر " خارج القانون " و اجراءات " خارج القانون " أيضاً ، بمعنى اخر ان هذه الاماكن لا يصل اليها نور العدل و القانون ، لانها اماكن تقع فقط في " الظلام " و يحيط بها المجهول .
ان سجون الظلام هذه يحيط بها الشك المريب ، كونها بيئة خصبة للخروقات القانونية و الممارسات البشعة ، وهنا تكمن خطورتها على معتقلينا لان في مثل هذه البيئة يمكن أن : تسلب حقوق المعتقل ، يعذبون نفسيا و جسديا ، يرغمون على تعاطي حبوب غير معلومة ، يضعون في زنازين ضيقة جداً ، يضعون في زنازين قذره جداً ، تنتزع اعترافات بالإكراه ، تجري تحقيقات خلف الكواليس ، يبتز المعتقل بالماكل و المشرب مقابل حقوقه ، يعاملون معاملة حاطه بالكرامه ، تستغل حالته الطبية ضده ، تلفق له معلومات عنه اهله غير صحيحه ، و ..... ، كل هذا واكثر يمكن ان يحصل في سجون الظلام .
بعد هذا كله يخرج لنا من يقول انهم في اماكن خمس نجوم !! ويعاملون معاملة جيدة !! ومن هذا الحديث الذي يقصد به تخدير العواطف ، الكل يحب ان يبرز محاسنه و يسعى دائماً الى تغطيه عوراته و مساوئه ، فلو الكان الحال مثل ما يقولون لجعلوا السجن مثل " تلفزيون الواقع " كل الناس تشاهده لتصفق لهم وتثني عليهم ، لكنه ليس كذلك ، ولا يمكن لنا كاهالي معتقلين تقبل هذا التجاوز أبدا ، ويجب على السلطات ان تنقلهم الى اماكن قانونية و تحت مظلة شرعية حالا و فورا ، لان كل يوم يمر على معتقلينا يمكن ان تنتقل حالتهم من سيئ الى أسوأ .
حسن المنصوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق