الأحد، 3 يونيو 2012

عالم تويتر المشوق والمقلق في الإمارات


في مقال له بصحيفة غلف نيوز قال البروفسور في العلوم السياسية عبد الخالق عبد الله إنّ كلّ شخص في الإمارات العربية المتحدة يبدو اليوم وبشكل مفاجئ ناشطاً على تويتر أو يتحدث عن هذه الضجة الإفتراضية. فمن أعلى المسؤولين السياسيين والأمنيين إلى الأكاديميين فالناشطين والحكماء والناس العاديين وصولاً إلى أسفل الدرك كلّهم باتوا على تويتر اليوم. وننقل عن مقال الكاتب في العالمية (www.alamiya.org) أنّ المثير للقلق هو أنّ البعض بات مدمناً على تويتر ويستفتي بالفعل كتباً إرشادية حول "طرق التخلص من تويتر". ومع ذلك فإنّ شرطة دبي تستخدم تويتر بشكل جدي لاستدعاء الأشخاص، كما أنّ لدى سلطة أبو ظبي التعليمية خططاً لتشجيع ما يقرب من 250 ألف تلميذ لديها لاستخدام تويتر كأداة تعليمية.
ويقول الكاتب: في 21 آذار (مارس) الماضي احتفل تويتر بميلاده السادس، في وقت أعلن فيه عن وجود 200 مليون مستخدم حول العالم له، كما أنّ هنالك 500 مليون تغريدة يومياً، ما يعني أكثر من 30 ألف تغريدة كلّ دقيقة. وليس من المفاجئ أنّ الولايات المتحدة ما زالت المستخدم الأبرز لتويتر وصاحبة أكبر عدد من الحسابات داخله. أما البرازيل فقد حلت في المركز الثاني، واليابان في الثالث.
ويضيف: في الإمارات يتواصل ارتفاع عدد مستخدمي تويتر ويقترب من 200 ألف حساب. ويصل عدد الفاعلين من بينهم إلى 30 ألفاً. ويملك بعض المستخدمين في الإمارات أكثر من 100 ألف متابع. ويعرف مثل هؤلاء المتعطشين لتويتر والإنترنت بشكل عام اليوم باسم مواطني النت (نيتيزينز) وهي جمع لكلمتي الإنترنت والمواطنين.
ويتابع: وبالنسبة لمواطني الإنترنت العرب فقد تضاعفت أعدادهم خلال السنة المصيرية للربيع العربي عام 2011. أما النسخة الإماراتية من الربيع العربي فقد كانت افتراضية بشكل حصري ومليئة بطاقات الشباب على الإنترنت.
ويشير إلى أنّ تويتر هو الملجأ الوحيد لكلّ الأصوات مهما كانت جيدة أو سيئة. ولا عجب أن ينظر إليه في الوقت نفسه على أنّه أداة إعلام اجتماعي مشوقة ومثيرة للقلق في الوقت عينه. فهناك تفاعل صحي بقدر ما هنالك تفاعل سلبي في فضاء تويتر الإماراتي. وفي الوقت الذي جعل فيه النقاش العام يتقدم خطوة إلى الأمام، جره كذلك خطوة إلى الخلف.
ويقول: في الجانب الواعد هنالك أصوات جديدة وغير تقليدية تظهر عبر تويتر هذه الأيام. كما أنّ الجيل الأصغر ينافس صانعي الرأي المؤسساتيين التقليديين. فالقضايا المثيرة للجدل تناقش عبر تويتر بشكل منفتح وللمرة الأولى. وهنا باتت حرية التعبير ممتدة خلف حدود الرقابة الذاتية والحكومية. فما يقال على تويتر لا يمكن قوله في أي مكان آخر.
ويتابع: في المقابل فإنّ تويتر أثار بعض المخاوف المشروعة، كما أنّ هنالك بعض الإنتكاسات له. حيث يساء استخدام تويتر على مستوى واسع من جانب الرعاع الذين لا يمتلكون مقومات الخطاب الإجتماعي والسياسي اللازمة. وبكل أسف فإنّ تويتر جذب كذلك العناصر المتطرفة في المجتمع وزاد التوترات وخلق فجوة في النسيج الإجتماعي المتين.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنّ مواطني الإنترنت هم في النهاية مواطنون صالحون ويجذبهم تويتر بشكل متسارع كبديل عن وسائل الإعلام الرئيسية الخجولة. فتويتر لم يعد افتراضياً، بل هو خلق مساحة خاصة به وهو هنا ليبقى، ويأتي بالمزيد من الإثارة التي يحتاجها النقاش العام في الإمارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق