الخميس، 24 مايو 2012

محمد أحمد الراشد: نصيحة مشفقة لحكام الإمارات



بسم الله الرحمن الرحيم
إستئناف النصيحة في التعريف بالبيعة الربيحة


لو كنتُ مكان الشيخ محمد بن زايد لعاقبتُ أركان المخابرات الإماراتية بالعزل، لأنهم أداروا المعركة مع تيار الإصلاح بشكل فاشل رجعي أدى الى خسارة السمعة وجعل صورة الإمارات تهتز في نظر المراقبين في كل العالم ، وجعلت عشرات الألوف من شباب الخليج وعامة العرب ينحازون لتيار الإصلاح.
• أول ذلك: التوقيت الخاطئ ، فإنّ الجو الثوري في مصر لازال لاهبا ، واليمن تغلي وتنتظر ، وسوريا فيها إجماع على خوض المعركة حتى النهاية مهما تزايد سقوط الشهداء ، ومعنى ذلك أن قلوب العرب والعجم في أعلى درجات اليقظة والإهتمام ، والأذهان مشتغلة غير سابتة ، والزخم الثوري يستولي على الساحة ، وكل ذلك هو لصالح الإصلاحيين ، ويجعل الناس تفسر أي تصرف حكومي بأنه من جنس أعمال مبارك والقذافي وبشار وعلي صالح ، ولو أن المخابرات تركت قادة الاصلاح أحرارا وانتظرت هدوء الوطن العربي فلربما كان هناك احتمال تصديق التهم ، ولكنها استعجلت ، فسارع الناس الى استعمال القياس الفطري البدهي ، وقالوا: هذه حلقة جديدة في المسلسل المخابراتي العربي ، وكل ذلك يدل على سذاجة أعمدة المخابرات وقلة الخبرة التخطيطية ، وإنما هو ضرب أخماس بأسداس ، واحتطاب بليل ، فشكراً لسذاجتهم التي جعلت المعركة محسومة قبل بدايتها ، ثم شكرهم لاحتطابهم في الظلمات ، فكانوا سبباً في انتشار نور الخطة الاصلاحية.
• ثم اختيارهم اللغة الهابطة في الكلام عني وعن تيار الاصلاح ، والإناء ينضح بما فيه، ولايجيدون غير الشتيمة ، وذلك أداء عامي ممجوج تأباه نفوس الأشراف ، وهو جزما يخالف الأوصاف النموذجية للإعلام الناجح ، بينما معنا منطقة وبلاغة وتأصيل وكلام فقهي وحُجج في قمة الوضوح والدلالة القطعية ، وقد عرفنا نقطة الضعف فيهم فاستدرجناهم ، والتزمنا العفاف في القول والخطاب ، فظهر الفرق جليا وسَمَونا نحو الثُريا ، والتصقوا بتراب الثرى ، فشكرا مرة ثانية لما لاكت ألسنتهم من لغو وكلام ترفضه الفطرة واعراف الاسلام.
• والخطأ الثالث: أنهم أداروا معركة بعناصر المخابرات المصرية من فلول أجهزة عمر سليمان ، وهي عناصر غريبة عن البيئة الصحراوية الإماراتية ، ولايعلمون أخبار المجتمع البدوي الاماراتي والأعراف المحلية والتربية العائلية والقَبَلية ، بينما أدرنا المعركة بعناصر اماراتية أصيلة هي في الذروة من الاخلاق والنزاهة والصفاء وطُهر السيرة وشرف النَسب ، مع الامتلاء العلمي الثقافي ، وقال القدماء: ليست النائحة المستأجرة مثل الثكلى ، فنحن ننطلق من قضية الحرية والتنمية ، والطرف المقابل ينطلق بوسائل السياط ، ولنا اندفاعة ذاتية ، والاخر اندفاعته نفعية ، فلا يستوي الحُر والتابع ، ومن أعراف العرب: تقابل النِد مع الند ، وفي غزوة بدر قال سادة قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: أخرج لنا أكفاءنا من قريش ، وذلك حين أخرج لهم من يبارزهم من سادات الأنصار ، فاستجاب لهم وأخرج لهم أكفاءهم من مؤمني قريش ، وهذه أحساسي متجذرة في عمق الفطرة العربية ، ولذلك أخطأت المخابرات جزما حين أخرجت لحرب تيار الاصلاح النخبوي المحلي المثقف مجموعة من المرتزقة الذين طاردتهم الثورة المصرية المباركة ، فشكراً مرة ثالثة لهذا الذهول عن التخطيط الصحيح الذي أتاح أن يحسم الاصلاحيون الاحرار معركتهم مع أول خطوة.
• والمسلسل مستمر في اقتراف الخطأ ، ويزعم من تكلّم في التويتر أني انا الذي أنشأتُ التنظيم في الامارات ، وذلك خطأ ، فإني حين دخلت الامارات أول مرة سنة ١٩٨٠ كان التنظيم قائما وناضجا وتقوده عناصر محلية بدوية منذ عشر سنوات قبل دخولي. ويزعم المفتري أني دخلت الامارات أني دخلت الامارات بجواز مزور وذلك غير صحيح قطعاً ، وقد جرى تدقيق جوازات سفري المتعاقبة الصدور كلها من قبل المخابرات حين اعتقالي من أول سنة ١٩٩٥ الى قرب نهاية سنة ١٩٩٦ فوجدوها كلها صحيحة. وقال الزاعم أني جحدت الفضل ولم أُبد الوفاء للإمارات وقد أكلت من خيراتها ، وأقول: بل أنا وفيّ ، ومن وفائي هذه النصائح التي تجمع القلوب على حب الحاكم لو أخذ بها ، ثم تمنع عنه في الاخرة غضب ربّ لايرضى ان يَظلم أحدٌ عباده المصلحين ، ومواقفنا تنقسم الى اجزاء ، فجزء منها شكر المعروف وانا اشكر الامارات انها اوتني وعائلتي ، وأطمعتني من خيراتها سنين طويلة ، ولكن لمن نجد في تعاليم الشريعة أن من يأكل الخير عليه وجوب السكوت عن الأمير الذي أطعمه وأواه إذا أخطأ وظلم ، بل عليه أن يقوم بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تحقيقا لمقصد الشرع من ناحية ، وحجزا للأمير عن الاسترسال في الخطأ في الظلم، فالموقف في العرف الايماني يقبل الازدواجية ، وانا اشكر الفضل ، بل أشكر حتى رؤساء المخابرات الاماراتية ، لاني موقن أنهم على الرغم من اعتقالهم لي قرابة السنتين إلّا أنهم أقروا بأني بعيد عن الارهاب ورفضوا طلبات خارجية أرادت استمرار حجزي بوهم أني ارهابي ، ودافعوا عني في حينها ، وأطلقوا سراحي ، مما يوجب شكري لهم ، وهذا سِـرٌ لايعرفه أكثر الناس ، وقد قلتُـهُ لأصحابي مراراً ، ولكن هذا الفضل لايمنعني من وعظهم اذا ارتكبوا الخطأ لاحقا ، وأكبر الخطأ: قبولهم رجال المخابرات المصرية في صفوفهم ، والاستماع لتحليلاتهم ، فإنهم جنود طاغية عنيد متكبر ، ولا يخلصون للامارات مثل اخلاصنا لها ، وهذه الان توتيرات مفتعلة منهم بدافع الارتزاق فقط ، وأطلقوا علينا اسم ( الاخونجية ) والله يعلم ، وشعب الامارات يعلم ، وأمة العرب تعلم ، ثم أمة الاسلام تعلم ، ثم أحرار العالم يشهدون: أن هؤلاء الاخونجية هم بقية الخير في الأمة ، وهم جماعة الايمان والفقه والجهاد في سبيل الله، ونحن الاصفاء الاتقياء بحمد الله ، ولنا سلوك نظيف واخلاقيات عالية ، ولم تتوسخ أذيالنا على عتبات الطغاة أبدا ، ولنا حب لجميع المسلمين ، حتى العاصي منهم ممن يترك الصلاة نعامله بالرفق والحسنى ، ثم هؤلاء تيار الاصلاح في الامارات، فكرهم هو فكر حسن البنا والاخوان ، ولكنهم اهل استقلالية تامة وذاتية في القرار السياسي ، ولا يلتزمون أمر أحد غير إماراتي ، حتى أنا ، فقد ربيتهم وعلمتهم تجاربي وأطرافا من الفقه ، ولكني غير مرتبط بهم تنظيميا أبدا ، وهم راشدون لايحتاجون وصاية عليهم من خارج الامارات ، ولكل ذلك فإني أطلب من العناصر الاماراتية التي تقود المخابرات أن تفرج عن المعتقلين وتبدل سياستها نحو تيار الاصلاح وتفتح الحوار معهم ، وكما دافعوا عنهم حين اعتقالي حين كنت اسيرا بين ايديهم مما ذكرته انفا: فليدافعوا عن الاسرى الجدد ، وليطلقوا سراحهم ، ويبدلوا طريقة التعامل ، ويسمحوا لهم بالامر بالمعروف في المستقبل وليس أن يطلبوا منهم السكوت مقابل الافراج ، فانهم جماعة زكية ، وتريد الخير للحاكم والمحكوم ، وترغب في منع الفساد الاداري والاجتماعي ، وتتمنى التنمية المقترنة بمحاسن التخطيط ، والشاهد القوي: ان تحقيقات المخابرات حتى الان لم تثبت عليهم تهمة تخالف القانون ، ولم يثبت انهم يتلقون دعما من خارج الامارات ، وفتح الصفحة الجديدة ممكن جدا ، وقبول قول المعروف ممن يأمر به بالرفق والحسنى واجب من واجبات الامراء أوجبه عليهم الشرع ، والتقاء النوايا الحسنة من الجانبين كفيل بتحقيق مستقبل زاهر للامارات ، وينبغي ان يعلم الامراء ان تيار الاصلاح في موقف قوي جدا ولا يمكن ايقافه ، والتعامل معه بالحسنى هو محض العقلانية ، والتضارب بين الجانبين يقود الى سوء العاقبة.
• وفي التويتر مساجلات بين السلفية الاماراتية وبعض الشباب الاصلاحي ، ومن خلالها يردد السلفيون فهمهم انه لايجوز الخروج على الحاكم إلّا ان نرى كفراً بواحاً، وهذه هي السلفية الإرجائية الواقعة في بدعة الإرجاء القديمة ، ومثلها ما في نجد ويمثلها هناك الشيخ الجامي ، وربيع المدخلي ، وأضرابهما ، والإرجاء عقيدة تجعل حاملها يعتقد أن نطق المسلم بالشهادتين يكفي لاعتباره ثقة ، وأن اعمال الايمان ليست شرطا لحصوله ، بل يكفي النطق وإنْ تَـرَكَ المسلم العمل الصالح وارتكب الظلم والحرمات ، وفي العراق رأينا نوعاً آخر من السلفية الإرجائية تعاون مع جنود المارينز، ومَنَعَ الجهاد ، وأوجب ان نقدم ديّـة لمن يقتله المجاهدون من العلوج، بحجة أنهم غزو بلادنا بطلب من ولي الأمر ، أو انهم مستمرون بطلب من ولي الأمر ، فتأملوا ضخامة مصيبة الأمة بمثل هؤلاء الفقهاء ذوي العِوَجْ ، وقد شكرهم المارينز وجعلوا أكثر من ألف منهم أئمة في مساجد سامراء وتكريت ونواحي الموصل بخاصة ، والقرائن تدل على أن ما يعتقدونه ليس هو من الاجتهاد البليد ، بل هو خيانة عمدية يفلسفونها بنصوص فيها شبهة ، فيتبعون ما تشابه ويتركون المغزى الصريح ، والمشهور أن ساحة الفقه وتأويل الاحاديث فيها فهم اخر قاله إمام الحرمين الجُـويَني الشافعي وغيره فيه تجويز الخروج على الظالم ، بل على من يُفرط في مصالح المسلمين الكبرى ويترك الجهاد ، وانا بهذا أُشير فقط الى ان المسألة خلافية، وحَسَمتُ الظنون السيئة بقولي من قبل أننا لا نخرج في الامارات على الحاكم بسبب وقوع الامارات في دائرة الاهتمامات الاستراتيجية الاميركية ، ثم بسبب احتمال استفادة ايران الخمينية في الخليج ، فتغزوه ويختلّ الميزان الأمني ، ولكننا جدلاً نقول للسلفية الاماراتية: عقيدتكم في عدم الخروج فهمناها ، ولكن هل يتطلب عدم الخروج سكوتكم عن المنكر اذا ارتكبه الحاكم؟ أو أشكال الخطأ كلها؟ ونقول: هذا السكوت غير شرعي ، وهو نقص فيكم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة شرعية قطعية ماضية ، ويجب أن يلجأ المسلم الى هذا الأمر والنهي مهما كان يؤمن بعدم الخروج ، وتيار الاصلاح لم يرتكب خروجا ، وإنما يحاول تقويم الشيء الاعوج والنصح بالعدل بالطريق السلمي ، ولذلك يجب عليكم تأيـيد خط الاصلاح او التعاون معه والاقرار بحقه في قول المعروف السياسي والأمني والتنموي ، وإن لم توثقوا الرجال القائمين عليه فافعلوا مثل فعلهم وأسسوا تيارا إصلاحيا سلفيا ، ولا حجة لكم في السكوت ، و ( السلفية الصامتة ) ابتداع يخالف ( السلفية العلمية ) السائدة في حلقات التاريخ الاسلامي المتتابعة ، منذ زمان الامام المبجل أحمد بن حنبل الشيباني ، حين أنكر على الجهمية والمعتزلة والرافضة ، ثم وقفات الامام العز بن عبدالسلام ، ثم ابن تيمية وابن القيم ومدرستهما المستمرة الى الان ، والتي ورثتها الدعوة الاسلامية المعاصرة بكل خطوطها ووجوهها التنظيمية المتعددة ، والتي على رأسها: دعوة الاخوان المسلمين التي اشتهرت بسمتها الوسطي المعتدل بين الافراط والتفريط ، وابتعدت عن الارهاب والتفجير ، وأحيت المعنى الحقيقي للجهاد الاسلامي ضد اليهود والغزوات الاستعمارية الفكرية ، وقدمت كثرة من الشهداء في هذا الطريق السامي ، طريق الجهاد والعزة والكرامة والاصلاح الاجتماعي ومحاربة المنكرات وتربية الشباب على العلياء الاخلاقية والنجابة والاكتيال من الفقه والمعرفة الاسلامية ، واخر اعمالها المجيدة: المشاركة الثورية العفيفة في احداث الربيع العربي، وخلع الطواغيت المتجبرة: ابن علي ، ومبارك ، والقذافي ، ثم قريبا نسمع البشارة بسقوط بشار وطائفة النصيرية ، وهذه أمجاد ، ومنها يقتبس التيار الاصلاحي، بينما التيار المخابراتي يجد نفسه في حصار ، لان عقلاء الامارات لا يوثقون ولايحبون رجاله ، فيضطر لترويج عمله ان يستعين بالمرتزقة واهل العيوب ، كما استعان المأمون بحلف المتبدعة حين افتعل المحنة لأحمد بن حنبل ، ومن أين يتاح للمُرتزق ان يتساوى مع الحُـر المثقف؟ هيهات!!
• ونصيحة أخرى أقولها لحكام الامارات: انكم اخترتم التعاون مع اميركا وارتضيتموها كحليف استراتيجي دائم ، وذلك خطأ من وجهين:
الأول: ان نشاط اميركا خارج حدودها لايدوم ، وهناك تيار تقوي داخل اميركا يسمى ( تيار الإنكفاء ) يطلب من البيت الابيض ان لا يستمر في جعل نفسه شرطي العالم كله ، لان ذلك يكلفه الكثير من دماء المارينز والوف مليارات الدولارات ، ويطلبون الانكفاء على النفس داخل الحدود الاميركية وترك الحلفاء ، وهذا الخبر ما هو ظن ولا تخمين مني ، بل هو فحوى كلمة القاها سفير اميركا الى العراق خليل زاده امام جمع من الخبراء الاميركان في ندوة اقامها مركز الدراسات الاستراتيجية في ابوظبي اواخر عام ٢٠٠٢ لتقوم خطة العولمة ، وكان مما قاله: ان العولمة ليست قرارا لدوائر التخطيط الاستراتيجي الاميركية ، بل هي مجرد قرار رئاسي بحت صادر من البيت الابيض ، ولذلك من السهولة ان ينقضه رئيس اميركي في المستقبل. وهذا كلام عجيب غريب يقال في داركم انتم ، والندوة وبحوثها مطبوعة بالعربية وصدرت في كتاب يباع في الاسواق ، اصدره مركز دراساتكم الاستراتيجية في ابوظبي ، ولكنكم قوم لا تقرأون!! ولهذا فإن اي حلف لكم مع اميركا ، او مع الرئيس بالأحرى في البيت الابيض سوف لايدوم ، وسيتركونكم بلا سند ولا حراسة يوم تتبدل سياستهم ، فقيسوا مستقبلكم من خلال هذا الاحتمال الراجح ، لان محنة اميركا المالية ما تزال ، وتيار الانكفاء هناك يزيد من ضغوطه على البيت الابيض ، والكتاب عندي ان شئتم مطالعته ، وفي اليد تحليلات اخرى ان سمحتم ان احاوركم واقدم لكم المشورة.
والثاني: ان اميركا ليست عدوة لايران كما تتوهمون ، وايران عدوة الامارات ، ولكنهم يدبرون معها من تحت لتحت ، ومرة اخرى ماهذا بظن ، بل هو كلام الرئيس نيكسون المطبوع بالعربية خلال مذكراته التي يقول فيها بصراحة تامة انه هو والرؤساء من قبله لم ينتبهوا الى عمق الخلاف الشيعي السني ، ولم يستعملوه لصالح اميركا ، ولذلك يوصي الرؤساء من بعده ان يفهموا ذلك ويتعاونوا مع الشيعة ، لشق وحدة العالم الاسلامي ، ومن هنا تعاون الجيش الاميركي الغازي للعراق مع المخابرات الايرانية وسلمها العراق غنيمة باردة بلا حراك من العرب ، وحصل قتل اهل السنة وتهجيرهم ليسقط العراق بيد الاحزاب الطائفية ، واما ان اميركا جادة في منع البرنامج النووي الايراني فهذا صحيح ، ولكن ليس لانهم يخافون استعماله بل على مدى التاريخ كان هناك تعاون فاطمي - يهودي ، وانما هم يخافون ان يتخذ مجلس الامن التركي الاعلى قرارا بصناعة سلاحي نووي ايضا ، بسبب شعور العداوة والتنافس المغروس في النفوس التركية منذ الايام العثمانية القديمة ومعركة السلطان سليم ضد الشاه الصفوفي المارق ، ولايمكن ان تبقى تركيا بلا سلاح نووي في حين يمتلكه جيرانها الفرس اصحاب خطة الثأر من احفاد السلطان سليم ، واذا امتلكت تركيا سلاحا نوويا فان ذلك يعني احتمال استخدامه ضد اسرائيل في المستقبل ، لان الاسلاميين بقيادة اردوغان حققوا نجاحا قطعوا فيه نصف الطريق ، وقد يصلون الى الحكم في ظل الحرية خلال سنوات قليلة ، وعندئذ قد تنسحب تركيا كليا من حلفها مع اسرائيل وتتحالف مع احرار العرب وتدخل الحرب معهم ضد اسرائيل ، وعندها سيكون الخطر الحقيقي ، وتتحيد الترسانة النووية اليهودية.
إذاً: اميركا ليست حليفا مخلصا للامارات ، بل هي تتعاون سرا مع ايران عدوة الامارت ، والصيحات الاعلامية للرئيس الايراني مجرد زوابع وفبركات ، فافهموا ذلك ايها الناس.
• الطريق الواسع السوي والقرار الصحيح: ان تتصالحوا مع تيار الاصلاح وتفرجوا عن رجاله ، مع التعويض وارجاعهم الى وظائفهم ، ليكونوا معكم ، ولا تشترطوا عليهم السكوت ، بل يجب الترحيب بنقدهم البنّاء وأمرهم لكم بالمعروف ، فان الصديق مَـن صدقك القول وليس من يصافحك بيد ويمد الاخرى الى العدو الصفوي.
هذا وأرجوا ألا تحجونا الى كتابة اخرى ، فان الامور واضحة اذا حصل التواضع وحرصتم على المصالح المستقبلية والله الهادي الى سواء السبيل.


محمد أحمد الراشد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق