تقدم ابني لإحدى مؤسسات الدولة للحصول على وظيفة هو ومجموعة من زملائه ، وجميعهم يحملون نفس المؤهلات ، وما هي إلا أيام وتاتي الاخبار بقبول زملائه وعدم قبوله هو ، فبحثنا في الأمر فعلمنا أنه لم يحصل على الموافقة الامنية وبالتالي لايمكن أن يحصل على الوظيفة ، قال لي : يا أبت لماذا لم أحصل على الوظيفة ؟ وما الجرم الذي ارتكبته ؟ لماذا تحملت كل هذا العناء في الدراسه والسهر وأضعت حياتي ثم أجدني محروما من الموافقة الأمنية ؟ أليس لهؤلاء أبناء ؟ ألا يخافون الله ؟ اللهم انتقم لي يا منتقم .
هذا الحوار أستهل به هذا المقال وهو حوار حقيقي وواقعي ، وقد أثار لدي عشر تساؤلات أرجو ان أجد في وقتكم متسعا لتشاركوني فيها :
السؤال الاول : ما ذنب هذا الشاب ؟ وفي أي شريعة أوقانون يعاقب البريء بجريرة غيره – إن كان لغيره جريرة – ؟ الم يقرأ هؤلاء قول الله تبارك وتعالى (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ) الاسراء 15
وقوله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) المدثر 38
السؤال الثاني : ما فلسفة هذا الإجراء والأسباب الكامنة خلفه ؟
ولا يخفى عليكم أنه قد يقول قائلهم إننا نؤدب الأب ونربيه ، وعليه أن يترك ويتخلى عن أفكاره ومبادئه ، وأيضا ينتظر من هذا الإجراء أن يسهم في انفضاض الناس عن هذا الفكر وينفرهم ويخيفهم من المسير في هذا الطريق ، ويحد من انتشاره ويجفف منابعه ، وتجفيف المنابع هذا معلوم من ابتدعه وأين محله من الإعراب الآن .
السؤال الثالث : من يتحمل مسؤولية هذا الظلم ؟ هل هو ذلك الموظف الصغير الذي أعطي هذا السلاح ليتحكم في رقاب العباد وبالتالي في مصير البلاد ؟ أم أن المسؤولية تحلق عاليا حتى تمتد الى الحاكم والأمير .
ألم يصلكم نبأ عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه حين أطلق مقولته المشهورة ، استشعارا لعظم المسؤولية ” لو أن بغلة في العراق عثرت في الطريق لخشيت أن يسألني الله عنها ، لم لم تسو لها الطريق يا عمر ؟ .
إنها بغلة أيها الأخوة الكرام ، إنها بهيمة ، فما قولنا في الإنسان ، في هذا المواطن الذي له حق في وطنه ؟
ينام الحاكم في قصره ولا ينتبه لخطورة هذا السلاح الذي يستخدمه جهاز الأمن بدوره في جميع مؤسسات الدولة ومفاصلها ، وهو يعمل دائبا يملؤ صحيفة الحاكم بمظالم سوف يسئل عنها صغيرها وكبيرها ، شاردها وواردها ، دقها وجلها ، فليعد لذلك السؤال جوابا ، وحينئذ لا ينفع الندم ، ولات ساعة مندم .
السؤال الرابع : من الذين شملهم هذا الظلم ؟ وما حجم هذه الشريحة ؟
أكاد أجزم ولا أجدني مبالغا أن الذين شملهم هذا الظلم هم ألوف كثيرة وليس فئتة قليلة ، لماذا ؟
لان الموافقة الامنية شملت كل مناحي الحياة ، وكل مفاصل الدولة ، من التعيين الى الترقية والنقل والإجازات والبعثات الدراسية والندب واللجان وفرق العمل ووصل أحيانا إلى توصيل الكهرباء والماء وصرف الرز والطحين المدعوم من الحكومة .
فهل تدركون حجم هذا الظلم ؟!!!!
السؤال الخامس : ما مدى أهلية من يقوم بذلك ؟
لقد فوض الحاكم جزء من صلاحياته لموظفين صغار ، وأعطاهم الحق في التحكم برقاب الناس ، فهل هناك ضمانة أن لا يساء استخدام هذا السلاح الخطير ضدهم ؟
فان كانت الضمانه موجودة وهذا مستحيل ، فانه قد يجد للسؤال جوابا عندما يقف أمام الجبار المتكبر ، ولكن في ما شاهدناه في الأنظمه البائدة التي أسقطتها شعوبها ورغم الفارق الكبير بين الحالات إلا أن هذا السقوط بسبب دعوات الجيوش الجرارة من المظلومين والمضطهدين .
السؤال السادس : أ – لمن تعود الشرعية والملكية في المجتمع ؟
سالت المراسلة الصحفية من CNN الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم السؤال التالي هل سيحكم ابنك بعدك ؟ فقال نعم إذا الشعب أراد ذلك . والاجابة واضحة ولا تحتاج إلى تعليق .
ب – لما تمت إقالة عدد من المتدينين وأصحاب الصلاح من وظائفهم ، قال قائل متبجح من إحدى الجهات الرسمية ” سوف نرى ان كانوا يستطيعون إطعام أبنائهم ؟ ” وقد ذكرني هذا السؤال بالآية الكريمة وما قاله المنافقون (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ ) المنافقون الآيه (7)
السؤال السابع : ماذا قالت أحداث الربيع العربي ؟
إن الظلم لا ينتصر وإن الظالم لا يدوم مهما أحاط نفسه بالأسواروالحرس ، ونحن لا نرغب أن نمر بنفس السيناريوهات التي أطاحت بالأنظمه في دول الربيع العربي ، ولذا لا نرغب في أن يتناقص الفارق بين أحوال مجتمعاتنا وأحوال المجتمعات التي وجدت نفسها مضطرة للتحرك ضد الظلم الذي ضاقت به .
السؤال الثامن : لماذا نضيع الإنجازات الكبيرة المتحققة في فضاء هذا الوطن ؟
وأقول إن هذه الإنجازات سوف تضيع ان استمرت تلك الممارسات وبقيت الموافقه الامنية ، ولم يتغير الوضع ولم ننتقل لساحات أرحب في هذا المجتمع ، تتحقق فيها الكرامة والحرية والعدالة .
السؤال التاسع :هل الموافقه الامنية ستجفف المنابع وتقلل الأفراد ؟
على المدى القصير يمكن أن يحدث ذلك ، ولكن على المدى البعيد لا يمكن أن يتحقق هذا التجفيف الذي يتطلعون له ، والإجابة واضحة إذا استقرأنا الأحداث الواقعية لمن مضى في هذا الطريق واستخدم هذا الاسلوب .
السؤال العاشر : من أكثر المتضررين على المدى القريب والبعيد ؟
في اعتقادي أن الوطن هو اكبر المتضررين ، لماذا ؟
لان علاقة الشعب بحكامه هي علاقة جيدة وهناك احترام وتقدير لهؤلاء الحكام ولهم مكانة في قلوب الناس ، ولكن مع استمرار هذه الممارسات أعتقد أن الرصيد آخذ بالنفاذ والتناقص بشكل سريع بل وله مؤشرات بينة .
لذا أقول ، لا تسقطوا الرموز من القلوب ، وأقول إن صاحب الفكر والمبدأ لن يغير فكره ومبدأه لاي سبب غير فكري ، وسوف ينتصر في نهاية المطاف إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة .
اما عن ابني المظلوم فانا على يقين بقوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) الذاريات 22
وأما عني شخصيا فموعدي معهم في محكمة العدل الإلهية ، حيث موازين الذر ، وما أدراك ما موازين الذر ؟ !!!!
ويعلم الله أني لا أريد لكم الخسارة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فانتبهوا وتداركوا الأمر فاني لكم ناصح امين .
الناصح الامين
عبدالله عبدالرحمن - أخبار الخليج
هذا الحوار أستهل به هذا المقال وهو حوار حقيقي وواقعي ، وقد أثار لدي عشر تساؤلات أرجو ان أجد في وقتكم متسعا لتشاركوني فيها :
السؤال الاول : ما ذنب هذا الشاب ؟ وفي أي شريعة أوقانون يعاقب البريء بجريرة غيره – إن كان لغيره جريرة – ؟ الم يقرأ هؤلاء قول الله تبارك وتعالى (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا ) الاسراء 15
وقوله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) المدثر 38
السؤال الثاني : ما فلسفة هذا الإجراء والأسباب الكامنة خلفه ؟
ولا يخفى عليكم أنه قد يقول قائلهم إننا نؤدب الأب ونربيه ، وعليه أن يترك ويتخلى عن أفكاره ومبادئه ، وأيضا ينتظر من هذا الإجراء أن يسهم في انفضاض الناس عن هذا الفكر وينفرهم ويخيفهم من المسير في هذا الطريق ، ويحد من انتشاره ويجفف منابعه ، وتجفيف المنابع هذا معلوم من ابتدعه وأين محله من الإعراب الآن .
السؤال الثالث : من يتحمل مسؤولية هذا الظلم ؟ هل هو ذلك الموظف الصغير الذي أعطي هذا السلاح ليتحكم في رقاب العباد وبالتالي في مصير البلاد ؟ أم أن المسؤولية تحلق عاليا حتى تمتد الى الحاكم والأمير .
ألم يصلكم نبأ عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه حين أطلق مقولته المشهورة ، استشعارا لعظم المسؤولية ” لو أن بغلة في العراق عثرت في الطريق لخشيت أن يسألني الله عنها ، لم لم تسو لها الطريق يا عمر ؟ .
إنها بغلة أيها الأخوة الكرام ، إنها بهيمة ، فما قولنا في الإنسان ، في هذا المواطن الذي له حق في وطنه ؟
ينام الحاكم في قصره ولا ينتبه لخطورة هذا السلاح الذي يستخدمه جهاز الأمن بدوره في جميع مؤسسات الدولة ومفاصلها ، وهو يعمل دائبا يملؤ صحيفة الحاكم بمظالم سوف يسئل عنها صغيرها وكبيرها ، شاردها وواردها ، دقها وجلها ، فليعد لذلك السؤال جوابا ، وحينئذ لا ينفع الندم ، ولات ساعة مندم .
السؤال الرابع : من الذين شملهم هذا الظلم ؟ وما حجم هذه الشريحة ؟
أكاد أجزم ولا أجدني مبالغا أن الذين شملهم هذا الظلم هم ألوف كثيرة وليس فئتة قليلة ، لماذا ؟
لان الموافقة الامنية شملت كل مناحي الحياة ، وكل مفاصل الدولة ، من التعيين الى الترقية والنقل والإجازات والبعثات الدراسية والندب واللجان وفرق العمل ووصل أحيانا إلى توصيل الكهرباء والماء وصرف الرز والطحين المدعوم من الحكومة .
فهل تدركون حجم هذا الظلم ؟!!!!
السؤال الخامس : ما مدى أهلية من يقوم بذلك ؟
لقد فوض الحاكم جزء من صلاحياته لموظفين صغار ، وأعطاهم الحق في التحكم برقاب الناس ، فهل هناك ضمانة أن لا يساء استخدام هذا السلاح الخطير ضدهم ؟
فان كانت الضمانه موجودة وهذا مستحيل ، فانه قد يجد للسؤال جوابا عندما يقف أمام الجبار المتكبر ، ولكن في ما شاهدناه في الأنظمه البائدة التي أسقطتها شعوبها ورغم الفارق الكبير بين الحالات إلا أن هذا السقوط بسبب دعوات الجيوش الجرارة من المظلومين والمضطهدين .
السؤال السادس : أ – لمن تعود الشرعية والملكية في المجتمع ؟
سالت المراسلة الصحفية من CNN الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم السؤال التالي هل سيحكم ابنك بعدك ؟ فقال نعم إذا الشعب أراد ذلك . والاجابة واضحة ولا تحتاج إلى تعليق .
ب – لما تمت إقالة عدد من المتدينين وأصحاب الصلاح من وظائفهم ، قال قائل متبجح من إحدى الجهات الرسمية ” سوف نرى ان كانوا يستطيعون إطعام أبنائهم ؟ ” وقد ذكرني هذا السؤال بالآية الكريمة وما قاله المنافقون (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ ) المنافقون الآيه (7)
السؤال السابع : ماذا قالت أحداث الربيع العربي ؟
إن الظلم لا ينتصر وإن الظالم لا يدوم مهما أحاط نفسه بالأسواروالحرس ، ونحن لا نرغب أن نمر بنفس السيناريوهات التي أطاحت بالأنظمه في دول الربيع العربي ، ولذا لا نرغب في أن يتناقص الفارق بين أحوال مجتمعاتنا وأحوال المجتمعات التي وجدت نفسها مضطرة للتحرك ضد الظلم الذي ضاقت به .
السؤال الثامن : لماذا نضيع الإنجازات الكبيرة المتحققة في فضاء هذا الوطن ؟
وأقول إن هذه الإنجازات سوف تضيع ان استمرت تلك الممارسات وبقيت الموافقه الامنية ، ولم يتغير الوضع ولم ننتقل لساحات أرحب في هذا المجتمع ، تتحقق فيها الكرامة والحرية والعدالة .
السؤال التاسع :هل الموافقه الامنية ستجفف المنابع وتقلل الأفراد ؟
على المدى القصير يمكن أن يحدث ذلك ، ولكن على المدى البعيد لا يمكن أن يتحقق هذا التجفيف الذي يتطلعون له ، والإجابة واضحة إذا استقرأنا الأحداث الواقعية لمن مضى في هذا الطريق واستخدم هذا الاسلوب .
السؤال العاشر : من أكثر المتضررين على المدى القريب والبعيد ؟
في اعتقادي أن الوطن هو اكبر المتضررين ، لماذا ؟
لان علاقة الشعب بحكامه هي علاقة جيدة وهناك احترام وتقدير لهؤلاء الحكام ولهم مكانة في قلوب الناس ، ولكن مع استمرار هذه الممارسات أعتقد أن الرصيد آخذ بالنفاذ والتناقص بشكل سريع بل وله مؤشرات بينة .
لذا أقول ، لا تسقطوا الرموز من القلوب ، وأقول إن صاحب الفكر والمبدأ لن يغير فكره ومبدأه لاي سبب غير فكري ، وسوف ينتصر في نهاية المطاف إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة .
اما عن ابني المظلوم فانا على يقين بقوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) الذاريات 22
وأما عني شخصيا فموعدي معهم في محكمة العدل الإلهية ، حيث موازين الذر ، وما أدراك ما موازين الذر ؟ !!!!
ويعلم الله أني لا أريد لكم الخسارة في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فانتبهوا وتداركوا الأمر فاني لكم ناصح امين .
الناصح الامين
عبدالله عبدالرحمن - أخبار الخليج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق