الخميس، 10 مايو 2012

الإمارات: المسجد والمدرسة والإعلام.. مؤسسات التنشئة الإجتماعية إلى أين …؟؟

الإمارات: المسجد والمدرسة والإعلام.. مؤسسات التنشئة الإجتماعية إلى أين …؟؟


نحن بنو البشر، بحاجة دائماً إلى من يذكرنا بأخلاقنا وقيمنا وتقاليدنا، فكان هذا هو دور المؤسسة المسجدية، والمؤسسة المدرسية، والمؤسسة الإعلامية في ظل إنشغال المؤسسة الأسرية. إلاّ أنّ هذه المؤسسات لم تعد كذلك بل أصبحت سلبياتها تفوق إيجابياتها، بل إن بعضاً منها صار وبالاً ونقمة على عاداتنا وقيمنا وأخلاقنا، وأقلها مؤسسة المسجد التي تخلت عن الوقوف في وجه بعض مظاهر الواقع السيء المنحرف وخاصة بعد أن تدخلت أيادي الخفافيش الشيطانية أو ما يُسمى ( جهاز الأمن ) في تلك المؤسسة، وفي هذه المادة سأتناول الحديث عن بعض الشواهد لإخفاق هذه المؤسسات في نقل تراث دولتنا الحبيبة لأجيالها الصاعدة، أو أنها نقلته بصورة مشوهة.
أولاً: فها هي الكثير مساجد الدولة تُمنع فيها إقامة الصلاة باستخدام الميكرفون الخارجي، فهل استخدام الميكرفون منكر تسعى المؤسسة المسجدية لإصلاحة؟ فأين الخلل الذي تريد المساجد إصلاحه عند الناس:
1-هل تعاقبهم لأنهم لم يستجيبوا (للأذان) من المرة الأولى، فأين الترفق من المعلم بالمتعلم بإعادة الدرس مرة ومرتان بل أكثر في سبيل حرصه على التعلم، يقول الله تعالى في كتابه الكريم {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} الذاريات(55).
2-ثم أن دولة الإمارات يعيش فيها أكثر من مئتي جنسية، أكثرهم غير مسلمين!! فلماذا نحرمهم من خيرات الله وفضله علينا وعليهم فلربما كتب الله الهداية لأحدهم، والمؤسسة المسجدية بتصرفها هذا كأنها تنهى عن معروف، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} التوبة(67).
3-رب قائل يقول أن سلفنا الصالح كانوا يصعدون عل سطوح المساجد لرفع الأذان فقط ولم يصعدوا ليسمعوا الناس إقامة الصلاة، فالإقامة فقط للناس داخل المسجد. وهذا صحيح، ولكن في تلك الفترة لم تكن الميكرفونات، ثم أن الإقامة بالميكروفون ليس فيه شيء من البدع.
ثانياً: مَنَعَت المؤسسة المسجدية إقامة حلقات القرآن الكريم في بعض المساجد، مع أن السنة النبوية تحث على تدارس وتعلم القرآن فيه، ففي حديث أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده). (صحيح مسلم)، لأن تعلم وتدارس القران في المساجد بصفتها أشرف الأماكن في الأرض، وأحبها إلى الله، كما أن السكينة مطلب أساسي عند تدارس وحفظ كتاب الله.
ثالثاً: أصبحت الكثير من خطب الجمعة خاوية لا تتطابق ولا تتوافق مع واقع قضايا المجتمع. ولنأخذ مثالاً على ذلك، ففي إحدى جمع شهر مارس 2012 كان موضوع الخطبة عن الدعاء وفضله. ولكن تفاجأت أن الخطيب لم يكلف نفسه الدعاء نصرةً لأهلنا في سوريا، مشاركةً لهم في مآسيهم وأحزانهم، وتطبيقاً عملياً لموضوع الخطبة.
وبعد الصلاة ذهبت للخطيب، وقلت له ان عنوان الخطبة عن الدعاء، فلم تدعُ لأخواننا السوريين؟ فقال أرجو أن أن تعذرني، لأنه ليس لدينا أوامر بذلك!! فهل أصبح الدعاء بأوامر إدارية؟! وكأن حال المؤسسة المسجدية بتصرفها هذا تنهى عن معروف. وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} التوبة(67)
رابعاً: بتاريخ 17 إبريل 2012 عقدت هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف المركزية اجتماعاً جمعت فيه إداريي وأئمة عجمان وأم القيوين في المركز الثقافي بإمارة أم القيوين - مع العلم أنه كان دائماً يُعقد مثل هذا اللقاء في أحد المساجد الكبيرة مثل مسجد الشيخ زايد في عجمان - وحذرتهم من الإنجرار للحديث عن الربيع العربي وتداعياته، مهما آلت أو تؤل إليه من نتائج، وأن دولة الإمارات لها سياساتها الخاصة. وكأن حالها يقول لا تتطرقوا أبداً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسد بالحمى والسهر). صحيح مسلم.
إلى الله المشتكى… وإلى لقاء مع الحلقة الثانية مع ( المؤسسة المدرسية).
الدكتور إبراهيم الشمسي الحمادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق